تواصل الأجهزة المعنية والتنفيذية في الإمارات وسلطنة عُمان، رفع آثار العواصف والفيضانات الكبيرة الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت البلدين خلال الأيام الماضية، وسببت شللًا غير مسبوقًا في جميع مناحي الحياة، قبل أن تبدأ الحياة في العودة التدريجية، بعد رفع العديد من المياه من الشوارع، في الوقت الذي علقت فيه خبيرة أرصاد جوية عن تفاصيل ما حدث، وتوقعاتها وتوقعات عدد من الخبراء بشأن المرحلة المقبلة، خاصةً وأن هذه المناطق لم تتعرض لمثل هذه الظواهر منذ عقود من الزمن.
توقعات خبيرة أرصاد جوية
وخلال تصريحاتها الصحفية، علقت خبيرة بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، على ما حدث خلال الأسبوع الماضي من عواصف شديدة ضربت الإمارات العربية والمتحدة وسلطنة عُمان، وأدت إلى سقوط كميات مهولة من الأمطار، تسببت في شلل عام في الدولتين، لافتة إلى أن هذه الظاهرة كان متوقع حدوثها في 2030، ولن تقف على هذه المرة فقط، بل من المتوقع أن تضرب مناطق ودول أخرى مسببة أيضًا الفيضانات أو موجات من الجفاف والحرائق.
تغيرات المناخ تقف سببًا رئيسيًا
كما أشار بعض خبراء المناخ والأرصاد، أن التغيرات المناخية والارتفاع الكبير في درجات الحرارة الناتجة عن هذه التغييرات، كانت أحد الأسباب المباشرة التي ساعدت على ظهور مثل ما أسمتها بـ الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مؤكدين أن تدخلات البشر تتسبب بشكل مباشر في التغيرات المناخية، الأمر الذي يزيد من فرص حدوث ظواهر مناخية قوية مثل الفيضانات والعواصف خلال الفترة المقبلة تضرب العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم.
دول خليجية ستتأثر مستقبلًا
ولن تكون دول الخليج بشكل عام بعيدة أيضًا عن تلك التغيرات المتوقعة وفقًا لتصريحات خبراء المناخ، مؤكدين أن السنوات المقبلة تشهد ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على مناطق بالخليج بسبب تسببها في حدوث فيضانات عارمة، إلا أن الدول الأكثر فقرًا التي تفتقر إلى وجود شبكات صرف صحي كبير وشبكات لتصريف المياه، ستكون الأكثر تأثرًا من الأمطار الغزيرة جدًا المتوقع حدوثها مستقبلًا.
وأشار الخبراء إلى أن توقعات الفترة الماضية كانت تُنذر بما حدث في الإمارات وعُمان، وبما هو قادم، بسبب زيادة متوسط درجات الحرارة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى زيادة استخدام الوقود الإحفوري والغازات الملوثة في الجو، مؤكدين بأن ما وقع هو حدث مناخي غير مسبوق لم يحدث منذ 75 عاما.
