
انتهت اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت مراسم تشييع جنازة حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية خلال سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى تشييع هاشم صفي الدين.
مراسم تشييع جنازة حسن نصر الله
وشهدت مراسم تشييع جنازة حسن نصر الله حضورًا كبيرًا من اللبنانيين والمشعيعين من دول أخرى.
وحضر المراسم عشرات الآلاف من المشاركين، بينهم وفد إيراني رفيع المستوى، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي مثل رئيس الجمهورية اللبناني، جوزيف عون.
وتوافد أنصار حزب الله من مختلف المناطق، حاملين صور نصر الله ورايات الحزب، إلى ملعب كميل شمعون الرياضي في الضاحية الجنوبية للمشاركة في الجنازة التي استقطبت العديد من المواطنين.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، توافد نحو 200 ألف شخص من مختلف مناطق البقاع إلى المكان، حسب تقديرات عدد السيارات والحافلات التي حملت صور نصر الله والأعلام.
ورغم الطقس السيء، تواصلت الاستعدادات اللوجستية لتسهيل حركة الوفود، حيث تم نشر فرق صحية وإسعافية تابعة للهيئة الصحية الإسلامية على طول الطريق الدولية لضمان سلامة المشاركين في التشييع.
من هو حسن نصر الله؟
حسن نصر الله، الأمين العام الثالث لحزب الله، وُلد في برج حمود، لبنان في 31 أغسطس 1960، وارتبط اسمه بالكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
تولى قيادة الحزب في 16 فبراير 1992 بعد اغتيال الأمين العام السابق عباس الموسوي على يد إسرائيل، واستمر في منصبه حتى استشهاده في 27 سبتمبر 2024. وُصف نصر الله بمؤسس محور المقاومة، حيث أصبح رمزًا لِمُعَارضة إسرائيل ولحركة المقاومة في المنطقة.
نشأ حسن نصر الله في عائلة شيعية لبنانية، وكان الطفل التاسع بين عشرة أطفال، وخلال الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975، اضطر للانتقال إلى بلدة البازورية الجنوبية. درس في مدارس محلية ثم توجه نحو الدراسة الدينية في النجف بالعراق.
عقب عودته إلى لبنان في 1979، انخرط في النشاط السياسي والديني حيث انضم إلى حركة أمل، ثم أصبح من أبرز الأعضاء المؤسسين لحزب الله.
بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وكان نصر الله أحد القياديين الذين ساهموا في تأسيس حزب الله الذي نشأ كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلي.
تولى نصر الله مناصب مختلفة في الحزب وبدأ مسيرته العسكرية والإدارية حتى أصبح الأمين العام للحزب بعد اغتيال عباس الموسوي في 1992.
خلال قيادته، أصبح حزب الله قوة فاعلة على الأرض، حيث استخدم أساليب حرب العصابات والصواريخ ضد القوات الإسرائيلية.
قاد نصر الله حزب الله في العديد من المواجهات مع إسرائيل، مثل حرب تموز عام 2006، التي نشأت بسبب أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين.
ورغم الدمار الكبير الذي لحق بلبنان جراء القصف الإسرائيلي، حقق حزب الله نجاحات ميدانية وأدى ذلك إلى تعزيز شعبيته في العالم العربي والإسلامي.
ولعب دورًا كبيرًا في تحرير جنوب لبنان عام 2000 بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، ما اعتُبر انتصارًا كبيرًا لحزب الله.
تحت قيادته، دخل حزب الله الساحة السياسية اللبنانية بشكل أكبر، حيث فاز الحزب في انتخابات 1992 ودخل البرلمان لأول مرة.
كما وقع نصر الله مذكرة تفاهم مع التيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون في 2006، ما أسس لتحالف استراتيجي استمر حتى استشهاده.
واجه نصر الله وحزب الله العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية، حيث كانت الاحتجاجات في لبنان عام 2019 جزءًا من الصراع الداخلي الذي استهدف الطبقة السياسية، بما فيها حزب الله.
في 27 سبتمبر 2024، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. بعد ساعات من الإنكار، أعلن حزب الله عن استشهاد حسن نصر الله، ليُسجل رحيله نهاية مسيرة حافلة بقيادة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا: بعد اغتياله على أيدي الاحتلال الإسرائيلي.. أبرز المعلومات عن ظل حسن نصر الله «هاشم صفي الدين»