زكاة الفطر فرض شرعي وتكافل اجتماعي، تعرف على مقدارها وموعد إخراجها

كتبت رفيدة عادل همام:

زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى صغيرًا أو كبيرًا حرًا أو عبدًا إذا ملك قوت يومه، فرضها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة وحدد مقدارها بصاعٍ من طعام من غالب قوت أهل البلد أي ما يعادل قرابة 2.5 كجم من الأرز أو القمح أو التمر.

وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، رواه أبو داود وابن ماجة.

وقت إخراج زكاة الفطر

أكد الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، أن زكاة الفطر يمكن إخراجها من أول يوم في شهر رمضان وحتى آخره، مشيرًا إلى أن الأفضل والأكمل أن يتم إخراجها ليلة العيد أو قبل صلاة العيد مباشرة، وفقًا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح المفتي، أن تأخير إخراج زكاة الفطر قد يؤدي إلى ازدحام وعدم تمكن الفقراء من الاستفادة منها بالشكل المطلوب، خاصة فيما يتعلق بتوفير احتياجاتهم وإدخال البهجة عليهم في العيد، لذلك، فإن تقديمها خلال العشر الأواخر أو حتى من بداية رمضان لا حرج فيه شرعًا، حيث إنها ترتبط بأمرين: الصيام ومشروعية الفطر، فإذا تحقق أحدهما – أي الصيام – جاز إخراجها.

وفيما يتعلق بجواز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الحبوب، أكد المفتي أن هذه مسألة قديمة ومتجددة، وفيها متسع فقهي، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تقدر بين كيلو ونصف إلى ثلاثة كيلو من الأطعمة الأساسية مثل الأرز، التمر، الزبيب، أو الشعير.

وأشار إلى أن مذهب الأحناف وعددًا من المجامع الفقهية أقروا بجواز إخراجها نقدًا، لأن ذلك يحقق المقصد الرئيسي للعبادة، وهو سد حاجة الفقير، كما أن القيمة النقدية قد تكون أنفع للفقراء من تلقيهم كميات من الطعام قد لا يتمكنون من بيعها أو الاستفادة منها بالكامل.

وأضاف المفتي، أن دار الإفتاء المصرية والمجامع الفقهية العلمية أصدرت فتاوي تؤكد جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا أو عينًا، وفقًا لما يحقق مصلحة الفقير، بل إن إخراجها نقدًا قد يسهم في التوسعة على الفقراء بشكل أكبر، ويمكنهم من شراء احتياجاتهم الضرورية، مما يعزز الهدف الأسمى من الزكاة وهو تحقيق التكافل الاجتماعي.

وأكد أن زكاة الفطر تُعطى للفقراء والمحتاجين الذين لا يجدون ما يكفيهم يوم العيد كما يجوز إخراجها للأهل والأقارب المحتاجين بشرط ألا يكونوا ممن تلزم المُزكِّي نفقتهم مثل الأب والأم والأبناء.

وأضاف المفتي، أن الأقارب مثل العم والخال وابن العم وابن الخال يمكن إعطاؤهم زكاة الفطر دون حرج شرعي لأنهم غير مشمولين بالنفقة الواجبة، مشددًا على أن الأقربون أولى بالمعروف عند توزيعها ما لم يكن هناك فقراء أكثر حاجة.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟

أكد مفتي الجمهورية، خلال استضافته على قناة “صدى البلد”، أن مسألة إخراج زكاة الفطر نقدًا أو عينًا هي قضية قديمة متجددة، والخلاف فيها معروف بين الفقهاء، مشيرًا إلى أنه لا يرى مبررًا لكثرة الجدل حولها.

وأوضح المفتي، أن النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بشأن زكاة الفطر تشير إلى أنها تخرج من طعام معين، مثل التمر أو الزبيب أو الشعير، لكن مقدارها كان يتراوح بين كيل ونصف إلى ثلاثة كيلوغرامات، وهو ما قد يختلف باختلاف التقديرات.

وأضاف أن مسألة إخراج زكاة الفطر نقدًا هي قول معتبر ذهب إليه جمهور الأحناف، حيث أفتوا بجواز إخراج القيمة بدلًا من العين، لأن ذلك يحقق المقصد الرئيسي من الزكاة، وهو إعانة الفقير وتلبية احتياجاته الفعلية.

وأوضح أن الفقير قد لا يستفيد استفادة تامة من الأطعمة المخصصة للزكاة، فقد لا يتمكن من بيعها أو الاستفادة منها بشكل كامل، وربما يضطر إلى بيعها بثمن أقل من قيمتها الحقيقية، مما يقلل من الفائدة المرجوة منها.

وأشار المفتي، إلى أن إخراج زكاة الفطر نقدًا يحقق مصلحة الفقير بشكل أفضل، حيث يمكنه شراء ما يحتاج إليه فعليًا، وهو ما أفتت به المجامع الفقهية المعاصرة، التي انتهت إلى جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا أو عينًا، دون حرج في ذلك.


وأكد أن إخراج القيمة فيه نوع من التوسعة والتيسير، كما أنه يحقق المصلحة العامة بشكل أكثر دقة وفعالية، مما يجعله اختيارًا مناسبًا وفقًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل مجتمع.

الحكمة من زكاة الفطر

زكاة الفطر ليست مجرد فريضة مالية بل تحمل في جوهرها معاني اجتماعية وإنسانية عميقة من أبرزها تطهير الصائم فهي تجبر أي تقصير أو خطأ وقع فيه الصائم خلال شهر رمضان وإغناء الفقراء بحيث يتمكن الفقراء من توفير احتياجاتهم الأساسية في يوم العيد دون الحاجة إلى السؤال وتعزيز التكافل الاجتماعي حيث تساهم في تقوية الروابط بين أفراد المجتمع وتعكس روح الرحمة والتآزر بين المسلمين وإظهار الفرح في العيد فهي تمنح الفقراء فرصة مشاركة فرحة العيد مع باقي أفراد المجتمع.

ودعا مفتي الجمهورية إلى الإسراع في إخراجها قبل صلاة العيد والتأكد من وصولها إلى مستحقيها تحقيقًا لمقاصدها السامية، مؤكدًا أن التزام المسلمين بأدائها يعزز من قيم التكافل والتراحم في المجتمع.

وزكاة الفطر ركن أساسي من أركان الزكاة التي شرعها الإسلام لتحقيق العدالة الاجتماعية وهي فرصة عظيمة لنيل الأجر والثواب وإدخال البهجة على قلوب المحتاجين في يوم العيد.

. .t2lo

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *