وائل عباس يواصل نقد مسلسل “معاوية”.. أخطاء تاريخية وتجريح في الصحابة بالحلقة الخامسة

واصل المدون وائل عباس نشر مراجعاته التاريخية لمسلسل “معاوية”، مسلطًا الضوء على ما وصفه بالأخطاء التاريخية التي تضمنتها الحلقة الخامسة، خاصة فيما يتعلق بمحاولة اغتيال معاوية، ودور عبد الله بن عباس، ومراحل تولي عثمان بن عفان للخلافة.

محاولة اغتيال غير موثقة

افتتحت الحلقة بمحاولة اغتيال معاوية في دمشق على يد البيزنطيين، وهي واقعة يرى عباس أنها لا وجود لها في المصادر التاريخية، إذ لم تذكرها كتب الطبري، ابن هشام، البلاذري، أو حتى المصادر البيزنطية.

وأشار إلى أن أول محاولة موثقة لاغتيال معاوية كانت على يد الخوارج بعد معركة صفين، معتبرًا أن المشهد مجرد إضافة درامية تهدف إلى تعزيز أهمية الشخصية داخل العمل.

شخصيات غير تاريخية وتضخيم لدور معاوية

كما انتقد عباس ظهور شخصية أحمد بدير، التي وصفها بأنها غير موجودة تاريخيًا، مشيرًا إلى أنه جرى توظيفها كجاسوس مزدوج لإبراز دهاء معاوية.

وتطرق إلى شخصية “سرجون” الذي ظهر معلقًا صليبًا وقريبًا من معاوية، جالسًا على مائدته، معتبرًا أن هذا المشهد لا يعكس طبيعة الحكم الأموي الذي تميز بتعصبه للعرب واستبعاد غيرهم، وهو ما كان أحد أسباب سقوط دولتهم.

أخطاء في تصوير الشخصيات التاريخية

وأشار عباس إلى خطأ آخر في تصوير درة عمر بن الخطاب، إذ ظهرت في المسلسل كعصا راعٍ ضخمة، بينما كانت في الواقع عصا صغيرة اشتهر بها الخليفة الثاني.

كما امتنع عن الخوض في تفاصيل اغتيال عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة، لكنه لفت إلى أن المسلسل تبنى الرواية التي تقول بانتحاره، رغم أن غالبية المصادر تشير إلى أنه قُتل على يد المسلمين بعد الحادثة.

تناول مغلوط لتولية عثمان بن عفان

انتقد عباس الطريقة التي قدم بها المسلسل بيعة عثمان بن عفان، معتبرًا أنها تخلّت عن عرض أحداث “سقيفة بني ساعدة”، التي وصفها بأنها الأهم في التاريخ الإسلامي، وركزت بدلاً من ذلك على إظهار عبد الله بن عباس في صورة “المسخناتي”، في حين أنه كان يُلقب بـ”حبر الأمة” و”ترجمان القرآن”، ومن أهم رواة الحديث، إذ روى 1660 حديثًا عن الرسول.

وأوضح عباس أن ابن عباس لم يكن معاديًا لعثمان، بل دعمه في الفتوحات وجمع القرآن، وكان ناصحًا له عندما بدأت الاعتراضات على سياسته، مستشهدًا بروايات الطبري وابن كثير حول نصائحه لعثمان بشأن الولاة، مثل الوليد بن عقبة ومروان بن الحكم، ومساعيه للتهدئة بين عثمان والثوار ضده.

تصوير مشوه لعلاقة معاوية بعمر بن الخطاب

انتقد عباس المشهد الذي أظهر معاوية متأثرًا بوفاة عمر بن الخطاب، معتبرًا أن المنطقي أن يكون سعيدًا بتولي قريبه عثمان الخلافة، حيث كان من بني أمية مثله، ما جعله فعليًا أول خليفة أموي.

كما رأى أن الحوار الذي دار بين عمر ومعاوية لم يُعرض بشكل صحيح، إذ إن المصادر التاريخية تذكر أن عمر انتقد معاوية بسبب أسلوب حياته المترف، مستهلًا حديثه بسؤال ساخر: “أعربي أنت أم نبطي؟”.

بناء الأسطول البحري.. خطأ زمني آخر

أشار عباس إلى أن المسلسل أخطأ في توقيت بناء الأسطول البحري، إذ لم يبدأ ذلك إلا في عهد عثمان بن عفان، حين بُنيت السفن في مصر والشام على أيدي الأقباط وسكان المنطقة، وليس في الفترة التي صورها المسلسل.

شخصيات كان يمكن أن تتولى الخلافة

وفي ختام مراجعته، لفت عباس إلى أن هناك شخصيات أخرى كانت مرشحة لتولي الخلافة بعد عمر، مثل عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، لكنها لم تُذكر في السياق الدرامي.

وأكد عباس أنه حرص على تغطية جميع الملاحظات حول الحلقة، على أن يواصل مراجعاته للحلقات القادمة.

. .s5zn

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *