
قالت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن الشخصية المتسلطة تُعد من أكثر الأنماط السلوكية التي تُسبب ضغوطًا نفسية في العلاقات، حيث يسعى الشخص المتسلط إلى فرض رأيه بالقوة دون الاهتمام بمشاعر الآخرين.
وأوضحت استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، في تصريحٍ خاص لـ”الحرية”، أن شخصية “برنسة” (الفنانة سهر الصايغ) في مسلسل “حكيم باشا” تُجسد نموذجًا واضحًا لهذا السلوك، مما يجعلنا نلقي نظرة على كيفية التعامل مع مثل هذه الشخصيات في حياتنا اليومية.
وترى “عبد الله”، أن أفضل طريقة للتعامل مع الشخصية المتسلطة هي تجنب الصدام المباشر بقدر المستطاع، فهذه الشخصيات لا تتقبل الرأي الآخر بسهولة، وقد يؤدي النقاش معها إلى تصعيد التوتر.
لذلك، يُفضل التعامل معها بحذر وذكاء، مع توجيه الحوار إلى نقاط بعيدة عن الحدة والتسلط، مما يساعد على تقليل فرص النزاع والحفاظ على العلاقة دون إرهاق نفسي.
للمزيد اقرأ: حكيم باشا| برنسة ليست وحدها، 4 أبراج تشترك معها في حب التملك والسيطرة
أهمية وضع الحدود في العلاقات
وتشدد الدكتورة إيمان، على أهمية وضع حدود واضحة عند التعامل مع المتسلطين، مؤكدة أن العلاقات، مثل قيادة السيارة، تحتاج إلى معرفة متى نتقدم، متى نتوقف، ومتى نتراجع.
وتابعت أن وجود حدود وقوانين منذ البداية يُساهم في منع الشخص المتسلط من التعدي على المساحة الشخصية للآخرين، ويساعد في الحفاظ على التوازن في التعامل معه.
وفي حال تجاوز الشخص المتسلط حدوده، يجب اتخاذ موقف حاسم دون اللجوء إلى العنف أو التصعيد الذي قد يؤدي إلى خسارة العلاقة.
فالشخصية المتسلطة بطبيعتها عنيدة ولا تعترف بأخطائها، بل تستخدم أساليب التلاعب، القوة، والألفاظ الجارحة لفرض سيطرتها. لذلك، من الضروري الرد بحزم منذ البداية حتى لا يتمادى المتسلط في سلوكه.
عدم التنازل تحت الضغوط
وتحذر الدكتورة إيمان، من التنازل تحت الضغوط التي يمارسها الشخص المتسلط، مشيرة إلى أن الاستسلام لهذه الضغوط يُعطيه مساحة أكبر لممارسة نفوذه، والشخص القوي هو من يضع حدودًا واضحة ويجعل الطرف الآخر يدرك أنه لا يمكنه تجاوزها، لذا، من الضروري عدم إظهار الضعف أو الخضوع لرغبات المتسلط.
ومن أهم النصائح التي تقدمها هي عدم التأثر بالنقد السلبي الذي يوجهه المتسلط، حيث يستخدم هذه الوسيلة كأداة للضغط النفسي وإضعاف ثقة الآخرين بأنفسهم.
من الأفضل عدم الاهتمام بمثل هذه الانتقادات والتحكم في الأعصاب والانفعالات حتى لا يتمكن المتسلط من فرض تأثيره السلبي.
وفي الوقت نفسه، يمكن محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية لديه، فقد يكون ذلك وسيلة غير مباشرة لتخفيف سلوكه الحاد.
الشخصية المتسلطة في العلاقات المختلفة
الشخصية المتسلطة قد تظهر في مختلف العلاقات، سواء كان المتسلط أحد الوالدين، الأخ أو الأخت، الصديق، أو حتى الزوج أو الزوجة.
وفي حال كان التعامل مع هذه الشخصية يُشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا، فمن الأفضل اللجوء إلى استشاري نفسي واجتماعي للحصول على الدعم والإرشاد اللازمين.
وترى الدكتور إيمان، أن تعزيز الثقة بالنفس من أهم العوامل التي تساعد في التعامل مع الشخصية المتسلطة، فكلما كان الشخص واثقًا من نفسه، كان من الصعب إخضاعه لمحاولات السيطرة.
كذلك، ضبط الانفعالات والتفكير بإيجابية يُساعدان في تقليل التأثير السلبي لهذا النوع من الشخصيات، إلى جانب التركيز على أنشطة أخرى تُساهم في تحقيق التوازن النفسي.
أسباب تكوّن الشخصية المتسلطة
أما عن أسباب تكوين الشخصية المتسلطة، فتوضح أن التنشئة الأسرية تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك، خاصة عندما ينشأ الشخص في بيئة لم يكن فيها مجال للرأي الآخر.
كما أن المرور بخبرات سيئة في الطفولة قد يؤدي إلى خوف داخلي من فقدان السيطرة، مما يجعله يعتقد أن فرض السلطة هو الطريقة الوحيدة لاكتساب الاحترام والتقدير.
هل تستطيع التحكم في انفعالاتك؟
وفي الختام، تطرح الدكتور إيمان، تساؤلًا هامًا للقارئ، وهو: “هل تستطيع التحكم في انفعالاتك عند التعامل مع الشخصية المتسلطة؟ إن مواجهة هذه الشخصيات تحتاج إلى ذكاء عاطفي وقدرة على إدارة الموقف دون أن يؤثر ذلك على صحتك النفسية”.
للمزيد اقرأ : دارين حداد من مضيفة طيران إلى فحيح بنت إبليس في المداح5، أسرار لا تعرفها عنها