
تُعتبر كذبة إبريل واحدة من أشهر التقاليد العالمية التي يتم الاحتفال بها في الأول من أبريل من كل عام.
في هذا اليوم، يقوم الناس في مختلف أنحاء العالم بإطلاق مقالب وخدع طريفة تهدف إلى التسلية وإضحاك الآخرين.
ورغم الانتشار الواسع لهذا التقليد، إلا أن أصوله وتاريخه ما زالت محل تساؤل، حيث تتعدد النظريات حول بداية هذه العادة.
في هذا التقرير، سنستعرض أصول “كذبة إبريل” وتاريخها، بالإضافة إلى بعض من أشهر الخدع التي تمت في هذا اليوم عبر العصور.
ما أصل كذبة إبريل؟
تتعدد النظريات حول أصول “كذبة إبريل”، ومن أبرز هذه النظريات:
التقويم الميلادي الغريغوري
في عام 1582، أصدر البابا غريغوري الثالث عشر قرارًا بتغيير التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، مما أدى إلى انتقال بداية السنة الجديدة من الأول من أبريل إلى الأول من يناير.
ومع ذلك، استمر البعض في الاحتفال برأس السنة في الأول من أبريل، فتم تسميتهم بـ”حمقى إبريل”. ومع مرور الوقت، أصبح من المعتاد أن يُقدَّم لهم مقالب ونكات في هذا اليوم، مما ساهم في ظهور هذا التقليد.
مهرجانات الربيع القديمة
يربط بعض المؤرخين “كذبة إبريل” بالمهرجانات القديمة التي كانت تُقام في فصل الربيع، مثل مهرجان “هيلاريا” في روما القديمة، حيث كان الناس يرتدون ملابس تنكرية ويقومون بخدع مضحكة.
كان الهدف من هذه المهرجانات هو الاحتفال بتجديد الحياة وظهور فصل الربيع.
عيد المجانين في العصور الوسطى
في العصور الوسطى، كان يُحتفل بما يُسمى بـ”عيد جميع المجانين”، وهو عيد كان يُسمح فيه للمجانين أو الأشخاص الضعفاء عقليًا بالتعبير عن أنفسهم بشكل فكاهي وتهكمي.
وقد يُعتبر هذا الاحتفال أيضًا مصدرًا آخر لكذبة إبريل، حيث كانت الحيل والمقالب جزءًا من تقاليد هذا العيد.
أشهر مقالب كذبة إبريل عبر العصور
انتشرت العديد من المقالب التي تُعد من أبرز ما يتم تداوله في كذبة إبريل، ومن أبرز هذه المقالب:
غسل الأسود في برج لندن (1698)
في عام 1698، دُعي الناس في لندن لمشاهدة “غسل الأسود” في برج لندن. وعند وصولهم، اكتشفوا أنه لم يكن هناك أي أسود في البرج، وكان الأمر مجرد خدعة تهدف إلى إضحاك الناس.
سباغيتي من الأشجار (1957)
في عام 1957، عرضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريرًا يدعي أن المزارعين السويسريين يقومون بحصاد “السباغيتي” من الأشجار، مما أثار دهشة العديد من المشاهدين الذين صدقوا هذه الخدعة في البداية.
إعلان الفلكي باتريك مور (1976)
في عام 1976، نشر الفلكي “باتريك مور” خدعة فلكية حول تأثير الجاذبية المزدوجة من كوكبي زحل وبلوتو، موضحًا أن الأشخاص الذين سيقفزون في الهواء في لحظة معينة سيطفون فوق الأرض، الأمر الذي جذب العديد من المتابعين رغم عدم منطقية الفكرة.
تحديث ساعة “بيج بن” إلى الرقمية (1980)
في عام 1980، أصدرت “بي بي سي” إعلانًا مزيفًا حول تحديث ساعة “بيج بن” لتدخل العصر الرقمي، مما أثار العديد من الاستفسارات والاتصالات.
طيور البطريق القابلة للطيران (2008)
في عام 2008، بثت “بي بي سي” مقطعًا مزيفًا عن اكتشاف نوع جديد من طيور البطريق القابلة للطيران، ما جعل الفيديو يحقق أكثر من 6 ملايين مشاهدة.
التفسير التاريخي”قصة الإمبراطور قسطنطين”
تقدم “جوزيف بوسكين”، أستاذ التاريخ بجامعة بوسطن، تفسيرًا طريفًا يُعتقد البعض أنه قد يكون بداية هذا التقليد.
وفقًا له، تعود هذه الممارسة إلى عهد الإمبراطور قسطنطين، الذي سمح لمجموعة من الحمقى والمهرجين بأن يتخذوا من قرار حكم الإمبراطورية لفترة قصيرة.
من بين هؤلاء كان مهرج يُدعى “كوجل” الذي أصبح ملكًا ليوم واحد، وتحوّل هذا الحدث إلى عادة سنوية.
لكن في عام 1983، اكتشف الجميع أن هذه القصة كانت اختراعًا من بوسكين نفسه، وذلك كجزء من كذبة إبريل
كذبة إبريل في العصر الحديث
في العصر الرقمي الحديث، تحولت كذبة إبريل إلى أداة تسويقية ضخمة. في هذا اليوم، تبادر الشركات الكبرى إلى إطلاق خدع إلكترونية لجذب انتباه الجمهور.
على سبيل المثال، نشرت “تويتر” تغريدة أعلنت فيها عن إضافة زر جديد لتعديل التغريدات، ما أثار جدلاً واسعًا بين مستخدمي الموقع.
كما نشرت “ياهو” خبرًا عن نقل مكتب الرئيس الفرنسي من قصر الإليزيه إلى ضواحي باريس، بينما قدمت “ديلي ميل” خبراً عن بومة تتدرب لنقل البريد داخل المكاتب.
وذكرت “ديلي إكسبريس” أن الملكة إليزابيث عرضت غرفًا في قصر باكنجهام للإيجار.
في الختام، على الرغم من أن كذبة إبريل قد تكون مجرد مناسبة للمرح والتسلية، إلا أن العديد من الخدع والمقالب التي تحدث في هذا اليوم يمكن أن تثير القلق وتؤدي إلى سوء فهم.
ولذا، من المهم دائمًا أن نكون حذرين عند التعامل مع الأخبار في هذا اليوم، وأن نتحقق من مصداقية أي معلومات قبل أن نصدقها أو نشاركها.
في النهاية، يظل الهدف من كذبة إبريل هو التسلية وإضحاك الآخرين، ولكن يجب أن تكون الخدع خفيفة الظل وغير ضارة.