
استقبلت محافظة العلا عشّاق الفلك والمغامرة في النسخة الجديدة من مهرجان «سماء العلا»، خلال الفترة من 18 إلى 27 نيسان (أبريل) 2025. يُعدّ المهرجان واحداً من أبرز الفعاليات الفلكية في المنطقة، حيث يقدّم للزوّار فرصة فريدة لاستكشاف جمال السماء الصافية وعيش تجارب علمية وترفيهية تجمع بين المعرفة والمرح. ويستمد المهرجان إموقعنامه من التراث العريق للمسافرين القدماء الذين استخدموا النجوم كدليل في رحلاتهم عبر الصحارى الشاسعة، ما يتيح للمشاركين فرصة استكشاف العلا كما لم يسبق لهم من قبل.
تتميز العلا بموقعها الاستراتيجي الذي يجعموقعنا من أفضل الأماكن في العالم لمراقبة النجوم، حيث تنعم السماء هناك بصفاء فريد، بفضل الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها للحدّ من التلوث الضوئي. هذه الظروف المثالية تجعل من العلا وجهة مميزة لعشّاق الفلك، الملتقطين للصور الفلكية، ومحبّي استكشاف النجوم والكواكب.
«مرصد منارة العلا»: نافذة جديدة لاستكشاف أسرار الكون
من بين أبرز معالم مهرجان «سماء العلا» 2025، «مرصد منارة العلا»، الذي سيكون من المشاريع الفلكية المميزة في المملكة. هذا المرصد، الذي يتطلع ليصبح واحداً من المراصد العلمية الأكثر تطوراً في العالم، يوفر للزوّار فرصة استكشاف الكون عبر تلسكوبات متقدّمة، مع دعم من أفضل الخبراء المحليين والدوليين في مجالات الفضاء والتكنولوجيا الفلكية. يستطيع الزوّار التفاعل مع معارض فلكية تفاعلية، وحضور ورش عمل تعليمية تساهم في تعزيز معرفتهم بعلم الفلك، مما يوفر تجربة علمية متكاملة تُغني فكرهم وتوسّع آفاقهم. كما يقدّم المرصد مجموعة من الأنشطة المثيرة لعشّاق الفضاء، مثل عروض تفاعلية تُظهر أسرار الكون بشكل يسهُل فهمه، وتتيح للزوّار فرصة التفاعل مع النجوم والكواكب التي طالما أدهشت البشرية.
مناطيد ملوّنة وعروض جوّية مذهلة تحبس الأنفاس
لا يقتصر مهرجان «سماء العلا» على الفعاليات الفلكية فقط، بل يشمل أيضاً العديد من الأنشطة الجوّية المثيرة التي سترسم مشهداً فنياً ساحراً في السماء. من أبرز هذه الأنشطة، رحلات المناطيد اليومية التي ستملأ سماء العلا بالألوان الزاهية في الصباح، حيث يمكن الزوّار الاستمتاع برحلات هادئة ومذهلة تتيح لهم إطلالات بانورامية على معالم العلا الطبيعية والأثرية، التي تأسر القلوب بجماموقعنا اللافت.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم رحلات مناطيد مربوطة في مواقع شهيرة مثل جبل الفيل وبلدة العلا القديمة، حيث ستُتاح للزوّار فرصة رؤية المناظر الطبيعية من زاوية جديدة. أما في المساء، فستشهد السماء عروضاً جوّية مدهشة، حيث يحلّق 12 منطاداً مضيئاً حول جبل الفيل، تغطي السماء بضوء ساحر، وتُرافقها عروض موسيقية متناغمة تضفي على التجربة جواً من الألق والروعة.
تجربتا «دار النجوم» و«نوافذ الكون»: رحلة غامرة في الفضاء
ضمن فعاليات المهرجان، سيستمتع الزوّار بتجربة فلكية غير مسبوقة في «دار النجوم» داخل البلدة القديمة. «دار النجوم» هي قبة بزاوية 360 درجة، حيث سيتم عرض الأبراج الفلكية، وأحداث استكشاف الفضاء عبر عروض بصرية مُبهرة تنقل الحضور إلى أعماق الكون. هذا المعرض المذهل سيتيح للزوّار فرصة استكشاف النظام الشمسي والنجوم والكواكب بأسلوب تفاعلي يساهم في زيادة الوعي العلمي ويثير الفضول لدى الجميع.
وفي جبل عِكمة، ستكون «نوافذ الكون» محطة أخرى لعشّاق الفلك، حيث سيجد الزوّار معارض وورش عمل فلكية بإشراف أفضل الخبراء. هذه الفعاليات ستقدّم للزوّار فرصة نادرة للتعرف على أسرار الفضاء من خلال أنشطة تعليمية ممتعة ومفيدة، حيث يُتاح لهم التفاعل مع الأجهزة الفلكية المتطوّرة واكتساب مهارات جديدة في هذا المجال المثير.
فعاليات ترفيهية تحت السماء المفتوحة: مزيج من الثقافة والفلك
يتميز مهرجان «سماء العلا» بتقديم مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية تحت السماء المفتوحة. من بين أبرز الفعاليات، «سينما تحت النجوم»، التي ستعرض على سطح قاعة مرايا، أكبر مبنى مغطّى بالمرايا في العالم. ستتيح هذه الفعالية للزوّار مشاهدة أفلام مختارة تحت سماء العلا الساحرة، في تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الترفيه والهدوء في قلب الطبيعة. للباحثين عن الهدوء والاسترخاء، ستنظّم «جلسات استرخاء وتأمل تحت ضوء القمر»، التي ستوفر للزوّار فرصة الاستمتاع بالأجواء اموقعنادئة وسط المناظر الطبيعية الخلاّبة. هذه الجلسات ستكون مثالية للذين يبحثون عن تجارب العافية والتأمّل في بيئة تساعد على الاسترخاء والتجديد النفسي. كما ستتضمن الفعاليات عروضاً موسيقية حيّة تضفي بعداً فنياً على الأجواء، مما يعزّز من تجربة الزوّار الثقافية في المهرجان.
دعوة لاكتشاف العلا من منظور جديد
مهرجان «سماء العلا» 2025 ليس مجرد حدث فلكي، بل هو فرصة لاكتشاف العلا من منظور جديد. سواء من خلال التحليق بالمناطيد، أو استكشاف النجوم والكواكب، أو الانغماس في الفعاليات الثقافية والترفيهية التي يجمعها المهرجان، فإن الزوار سيجدون أنفسهم في مغامرة لا تُنسى بين معالم العلا التاريخية والطبيعية. هذا الحدث الفلكي يقدّم تجربة متكاملة تجمع بين المغامرة والاستكشاف العلمي، مما يجعل من العلا وجهة مثالية للزوّار الذين يتطلعون إلى رحلة استثنائية في عالم الفضاء والطبيعة.