المديرة التنفيذية Benedetta Ghione: معرض Art Dubai منصة إبداعية تربط الشرق بالغرب

في مقابلة مع Benedetta Ghione، المديرة التنفيذية لمعرض Art Dubai، نناقش نمو وتطوّر المعرض الذي أصبح نقطة محورية في المشهد الفني العالمي على مدار 20 عاماً. في نسخة 2025، يسارع المعرض الخُطى ليصبح أكثر من مجرد حدث سنوي، بل منصة تدعم المواهب الإبداعية من كل أنحاء العالم، مع التركيز على الفنانين من مناطق أقل تمثيلاً. نستعرض في هذا اللقاء كيف يساهم Art Dubai في تعزيز مكانة منطقة الشرق الأوسط على الساحة الفنية العالمية، من خلال تبنّي الابتكار والنمو المستمر، إلى جانب تطوير برامج ثقافية متجدّدة تدعم الفنانين المحليين والدوليين على حد سواء.

– ما الذي يحرّك توسّع معرض Art Dubai، وما تأثير هذا النمو في دور منطقة الشرق الأوسط في سوق الفن العالمي؟

منذ انطلاقه قبل حوالى 20 عاماً، أصبح المعرض نقطة لقاء رئيسية لمجتمع الفن العالمي، حيث يقدّم منصة فريدة لعرض الأعمال الفنية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المعارض التي تعرض أعماموقعنا لأول مرة. ينمو المعرض جنباً إلى جنب مدينة دبي التي أصبحت مركزاً رئيسياً لسوق الفن في المنطقة. كما طوّر المعرض برامج سنوية تهدف إلى دعم الجيل الجديد من الفنانين والمحترفين، بما في ذلك برنامج الأطفال، وبرنامج Campus Art Dubai لدعم المهنيين في قطاع الفنون.


– مع التركيز على الفن والفنانين من الجغرافيا الأقل تمثيلاً، كيف يضمن معرض Art Dubai عرض هذه الأصوات المتنوعة وسماعها في الساحة الفنية الدولية؟

نلعب دوراً فريداً في المعارض الفنية العالمية، حيث نستمد 70 في المئة من برنامجنا سنوياً من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. قسم «بوابة» يدعم الفنانين من جنوب الكرة الأرضية ويعرض أعمالاً معاصرة أنشئت أخيراً خصيصاً لـ Art Dubai. أما قسم Art Dubai Modern فيستعرض التاريخ الفني غير المرويّ للفنانين من العالم العربي والمناطق ما بعد الاستعمارية، مع التركيز على القضايا السياسية والاجتماعية والبيئية الراهنة.

– ستشهد نسخة 2025 أكثر من 30 عارضاً لأول مرة. كيف تختارون المعارض الجديدة، وما هي الصفات التي تبحثون عنها عند تنسيق قائمة العارضين في Art Dubai؟

من المهم أن يستمر Art Dubai في التطوّر كل عام، مما يساهم في عرض أفضل ما في منطقتنا وما وراءها. نحن دائماً نبحث عن المعارض التي تتطابق رؤيتها مع رؤيتنا، والتي تهتم باكتشاف مشهد الفن في المنطقة. ندعو قيّمين فنيين جدداً كل عام، وعروضهم بالطبع تُشكَّل من خلال رؤاهم الفنية المميزة. هذا العام، يدير برامجنا خبراء متميزون من خلفيات وتجارب متنوعة: Magalí Arriola و Nada Shabout يقودان قسم Art Dubai Modern مع التركيز على التاريخ الفني غير المروي للشتات العربي؛ Gonzalo Herrero Delicado يتولّى تنسيق النسخة الرابعة من Art Dubai Digital مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وكيفية تعامل الفنانين مع التقنيات التي تشكّل مستقبلنا؛ و Mirjam Varadinis لقسم «بوابة» التي تركز على المواضيع المعاصرة ولكن التاريخية مثل الهجرة والتهجير.

– في السنوات الأخيرة، ركّز معرض Art Dubai على التمثيل الإقليمي. ما المبادرات أو البرامج التي يتم تنفيذها لتسليط الضوء على الفنانين الإماراتيين والفنانين المقيمين في الإمارات، وكيف يعزّز ذلك عروض المعرض؟

Art Dubai هو معرض مستقل وُلد في دبي، ونحن نُجسّد روح المدينة والمجتمع، ونلعب دوراً مزدوجاً، إذ نسلّط الضوء على أفضل المعارض والفنانين من المدينة والمنطقة، ونضعهم في سياق الفن العالمي. على مدار العقدين الماضيين، منذ تأسيس Art Dubai، تغيّر مشهد الفن في المنطقة إلى حدّ أصبح فيه غير قابل للتعرّف عليه. العديد من معارضنا طويلة الأمد تحتفل بإنجازات كبيرة، سواء كان ذلك Sfeir-Semler التي تحتفل بمرور 40 عاماً، أو Tabari Artspace التي تحتفل بمرور 20 عاماً، أو Efie Gallery الوافدة الجديدة إلى المدينة مع برنامج رائع، والتي تحتفل بافتتاح مساحة جديدة كبيرة هذا الشهر في «السركال أفينيو».

شركاؤنا طويلو الأمد يساعدوننا في تطوير نماذج جديدة للجنة وتنفيذ برامج ثقافية مبتكَرة وبعيدة المدى مع الفنانين المحليين والإقليميين. هذا العام، تحتفل شركةJulius Baer بمرور 20 عاماً في دبي و10 سنوات شريكاً رئيسياً في Art Dubai مع لجنة رقمية جديدة من الفنان الإماراتي محمد كاظم وعمله الفني الرقمي بعنوان «اتجاهات تمازج»، حيث يضع إحداثيات دبي في مركز الفضاء، مما يجعل الزوّار يلتقون كذلك، وهو تمثيل صغير للمدينة والمعرض.

لدينا أكثر من 20 معرضاً في دبي وفي الإمارات تشكّل جزءاً من نسخة 2025، بالإضافة إلى بعض الفنانين المحليين المبدعين مثل سارة الحداد، سارة أهلي وفارس عبد الله الشافعي في «عائشة العبار»؛ وحسن شريف ومحمد كاظم في «غاليري إيزابيل» في هذا العام.

Art Dubai 2025 يحتفل بالنسخة الـ 12 من Campus Art Dubai، حيث نطوّر قادة الثقافة المستقبلية للمنطقة. كل عام يتم تصميم المنهج حول موضوع مناسب ويتفاعل المشاركون في سلسلة من الندوات، المحاضرات، ورش العمل والزيارات الميدانية. يطمح الكثير من هؤلاء الخرّيجين في أن يصبحوا شخصيات رائدة في مشهد الفن في دبي أو المنطقة أو العالم.

بجانب المعرض، تولّينا تطوير وإدارة مجموعة دبي بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة. إنها أول مجموعة فنية مؤسّسية لمدينة دبي، وهي مبادرة تعزّز تأثير دبي الفني وانتشارها. تتكون المجموعة الآن من أكثر من 1000 عمل فني، وتستمد أعماموقعنا من مجموعات خاصة وشركات موجودة في دبي والمنطقة الأوسع، بهدف أن تكون مجموعة ديناميكية تعكس مدينة دبي. حالياً، تمثل المجموعة 51 جنسية فنية. هناك 22 فناناً إماراتياً من الفنانين المعروفين والناشئين، بمن في ذلك حسن شريف، عبد القادر الريس، محمد أحمد إبراهيم، شيخة المزروعي، محمد كاظم وسارة المهيري.


– مع الالتزام بعرض تاريخ الفن الذي لم يتم استكشافه بشكل كافٍ، كيف تحققون التوازن بين إدراج الأعمال التاريخية وتركيز المعرض على الفن المعاصر؟

كل قسم من أقسام المعرض الأربعة يقدّم اقتراحاً ورؤية فريدة حول الفن عبر العقود واليوم، حيث تشكّل رؤى القيّمين الفنيين المسار وتمنح التوازن والانسجام لما يقدّمه المعرض. هذا العام، توسّع قسم Art Dubai Modern ليشمل فنون أميركا اللاتينية للمرة الأولى، مع عرض أعمال نادرة للفنان الفنزويلي Darío Pérez Flores (مارك هاشم). بشكل أدقّ، سيعكس هذا القسم القضايا والاهتمامات المشتركة بين أميركا اللاتينية وغرب آسيا وشمال أفريقيا. مع التركيز على تاريخ الفن البديل، يعزّز القسم التزام Art Dubai بالبحث الفني التاريخي والأعمال الحديثة غير المستكشفة وغير المرئية.

أما القسم المعاصر فسيستعرض أعمالاً من السبعينيات، وهو أكبر قسم في المعرض هذا العام، ويضم 70 عارضاً معاصراً من مدن تمتد عبر خمس قارات.

هذا العام، سنشاهد أعمالاً تفحص كيفية استخدام الفنانين والمبدعين للتكنولوجيا المتقدّمة مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي والواقع المعزّز لمعالجة القضايا البيئية والاجتماعية والسياسية الرئيسية في وقتنا الحاضر. إلى جانب هذا الموضوع المعاصر والمتطوّر، يضم قسم «بوابة» أعمالاً فنية أنشئت حصرياً في العام الماضي أو صُمّمت خصيصاً للمعرض. يعمل هذا القسم كنافذة لوجهات نظر عالمية معاصرة، حيث يركز على إعادة تصور أشكال جديدة من التعايش، سواء بين الناس أو مع كوكب الأرض، من خلال عدسة الفنانين الصاعدين والممثلين بشكل غير كافٍ.

– سيعرض قسم Modern في «آرت دبي» هذا العام فنانين مؤثرين من القرن العشرين من المنطقة. كيف يتعامل Art Dubai مع الحفاظ على الفن الحديث وتعزيزه من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

يتمتع Art Dubai بالتزام واضح تجاه الأعمال الحديثة غير المستكشَفة والمرئية، وسوف يتضمن استكشاف مجتمعات الشتات العربي من غرب آسيا، شمال أفريقيا، والمناطق ما بعد الاستعمارية الأخرى حول العالم، والسمات المشتركة التي نتجت من التنقل في واقعهم الجديد.

سيشمل قسم Modern هذا العام أيضاً فنانين يتناولون قضايا معاصرة مثل النضال البشري، الاضطرابات والحروب في المنطقة، منهم الفنانة الفلسطينية ليلى شوا والفنان اللبناني نبيل قانصو. مع Meem Gallery في دبي، سيعرض «مجموعة الرؤية الجديدة» التي تأسّست في العراق عام 1969 عدداً من الأساليب الجمالية والتضامنية من خلال أعمال الفنانين المشاركين في المجموعة، مثل ضياء العزّاوي، إسماعيل فتح، رفا الناصري، هاشم سامارشي، محمد مهرادين وصالح الجميعي.

يعزّز عرضنا لأساتذة الفن الحديث في المنطقة التزام «آرت دبي» بالبحث الفني التاريخي وتاريخ الفن غير المستكشَف.

– ما الدور الذي يلعبه مشهد دبي الثقافي في تشكيل مستقبل سوق الفن العالمي، وكيف يساهم Art Dubai في هذه التحوّلات الديناميكية؟

دبي هي مركز الأعمال في المنطقة، ومدينة الأفكار والابتكار والإبداع، وتتطوّر لتصبح مركزاً ثقافياً عالمياً. تحتضن دبي 90 في المئة من المعارض التجارية في الإمارات. يلتزم Art Dubai بدعم المناطق الأقل تمثيلاً، ويعكس تكوين المعارض لعام 2025 طاقة المدينة الشابة وديناميكيتها الثقافية.

Art Dubai يستمر في النمو، واستكشاف طرق جديدة للتفاعل مع مشهد الفن المتطوّر، مع الحفاظ على قيمه الجوهرية وهويته الفريدة. المعرض أصبح نقطة لقاء سنوية للمجتمع الفني العالمي، مع فعاليات مثل «منتدى الفن العالمي» و»القمة الرقمية».

من خلال التوسّع في المجتمع الفني والثقافي في الشرق الأوسط، يوازن Art Dubai بين تمثيل الفنانين المحليين والإقليميين والاهتمام الدولي، ويعكس التزامه المستمر بدعم الفنانين من الجغرافيا الأقل تمثيلاً ووضع تاريخ الفن الإقليمي في حوار مع الحركات الفنية العالمية.