
كتبت-فاطمة محمد
رفعت “خديجة”، وهي شابة في الثلاثينيات من عمرها، دعوى خلع ضد زوجها بعد سنوات من المعاناة بسبب غيرته الزائدة وشكوكه التي لا تنتهي، ما جعل حياتها الزوجية مستحيلة، وفقًا لما روته أمام محكمة الأسرة بالتجمع الخامس.
تقول خديجة إنها تزوجت منذ خمس سنوات بعد قصة حب دامت لعامين، لكنها لم تتوقع أن تتحول حياتها الزوجية إلى كابوس بسبب الشك المرضي الذي يعاني منه زوجها، والذي كان يظهر في البداية على شكل اهتمام زائد، لكنه سرعان ما تطور إلى شكوك مستمرة ومراقبة لكل تحركاتها.
الشكوك تبدأ بعد الزواج
توضح خديجة أنها لاحظت تغيرًا في سلوك زوجها بعد الزواج مباشرة، حيث بدأ يسألها عن كل تفاصيل يومها، ومن تحدثت إليهم، ولماذا تأخرت في العودة من العمل، وحتى ملابسها أصبحت مصدرًا للخلافات بينهما، ورغم محاولاتها المستمرة لطمأنته والتأكيد على حبها له، إلا أن ذلك لم يغير من طباعه.
وتضيف: “كان يفتش هاتفي بشكل يومي، يراقب مكالماتي، بل ويطلب مني أحيانًا تشغيل مكالمة فيديو للتأكد من مكاني لم أعد أشعر بالراحة أو الأمان في منزلي، وصرت أعيش تحت ضغط نفسي رهيب”.
مع مرور الوقت، ازدادت حدة الخلافات بين الزوجين، وتحولت حياة خديجة إلى سلسلة من التحقيقات اليومية، حتى وصل الأمر إلى حد منعها من زيارة أهلها أو الخروج مع صديقاتها دون إذنه، وتقول: “كنت أظن أن الغيرة دليل على الحب، لكني اكتشفت أنها مرض يدمر الحياة الزوجية”.
بعد عدة محاولات لإصلاح الأمور، لجأت خديجة إلى أهلها طلبًا للمساعدة، لكنهم نصحوها بالصبر حفاظًا على بيتها إلا أن الوضع لم يتحسن، بل زاد سوءًا، ما دفعها في النهاية إلى رفع دعوى خلع، مؤكدة أنها فقدت القدرة على الاستمرار في هذه العلاقة.
وتختم خديجة حديثها قائلة: “لم أعد أتحمل العيش تحت المراقبة المستمرة والاتهامات الباطلة، الحياة الزوجية يجب أن تكون قائمة على الثقة، وحين تنعدم الثقة، يصبح البقاء مستحيلًا”.
تنظر المحكمة حاليًا في دعوى الخلع المقدمة من خديجة، وسط مساعٍ من الأسرة لحل النزاع.