عز الدين الهواري يكتب: حين تمتلك الدول العربية قوة الردع ستخشى إسرائيل قراراتها

في كل مرة تنعقد قمة عربية، تتكرر الأسئلة ذاتها: هل ستخرج القمة بقرارات حاسمة؟ هل ستتحول هذه القرارات إلى أفعال ملموسة؟ لكن الواقع يجيب دائمًا: لم تنفذ القمم العربية إلا ما وافق هوى القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والغرب.

حينما قررت واشنطن غزو العراق، وجدنا قمة عربية تهرول لتبرير الحرب وتسهيلها، بل وحشد الجيوش العربية ضد بلد مسلم، ولكن عندما يتعلق الأمر بفلسطين، أين تلك الجيوش؟ لماذا لم تُحشد كما حدث ضد العراق؟

القرار بلا قوة لا معنى له

العجز العربي أمام القضية الفلسطينية ليس مجرد نتيجة لضعف الأنظمة، بل هو انعكاس لحقيقة صارخة: لا قوة تحمي القرارات العربية، وبالتالي لا قيمة لها. إذا اجتمعت كل القمم العربية اليوم على أبواب غزة، فلن يستطيعوا إدخال حتى زجاجة ماء واحدة، لأن من يملك القرار الحقيقي هو إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة.

في عالم السياسة، لا يوجد مكان للضعفاء. كوريا الشمالية مثالٌ واضح: لماذا لا تجرؤ أمريكا على المساس بها؟ لأن بيونغ يانغ تمتلك القوة، والغرب لا يحترم سوى من يملك القوة. بينما في العالم العربي، لا يزال القرار مرهونًا بقبول القوى الكبرى، مما يجعل القمم العربية مجرد استعراضات إعلامية لا تتجاوز عناوين الأخبار.

العجز الحقيقي: أنظمة أم شعوب؟

يردد البعض أن الأنظمة العربية عاجزة، ولكن الحقيقة أن العجز يمتد إلى الشعوب نفسها. أي قرار يحتاج إلى قوة تحميه، وهذه القوة يجب أن تأتي من الشعوب قبل الأنظمة. حينما تمتلك الشعوب إرادتها وتستعيد قدرتها على التأثير، يصبح للقرار معنى. أما إذا استمرت في دور المتفرج، فلن يكون هناك فرق بين عقد قمة عربية أو إلغائها.

القضية ليست في إصدار قرارات قوية، بل في وجود قوة تحمي تلك القرارات. فكما قال التاريخ مرارًا: لا أحد يحترم الضعفاء، ومن لا يملك القوة لن يستطيع تنفيذ.

. .apgh

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *